«هناك مَن سيقرأَ هذه الخواطرُ يوماً؛ لذا.. لن ٵُسجلَ حرفاً واحداً من ذلك السِّرُّ الرهيبُ.»
﴿ ٣٠ ﴾
جلستُ يوماً
و ڪتبتُ علــے إحدى ٵبوابَ الأماڪنَ المغلقةُ التي ٵجلسُ فيها:
«لن يدخُلَ
ٵحداً».
حتى لو قامَ ٵحدُ ٵسلافي الأقدمينَ من الموتِ و ٵرادَ ٵن
يدخُلَ؛ فلن يدخُلَ.
﴿ ٢٩ ﴾
لا ٵُريدُ ٵن ٵَڪُونَ من صُنعِ بيئتي؛ و إنما ٵُريدُ ٵن تَڪُونَ
بيئتي من صُنعي.
﴿ ٢٨ ﴾
عَجِبتُ من
ٵصحابِ هذا الزمانِ، و ٵُنظُر لنفسك ٵولهم
إذا رأيتَ
ضارباً يضربُ، و مضروباً يبڪي؛
قُلتَ للمضروبِ
لا تبڪي، و لم تقُل للضاربِ لا تضربَ.
﴿ ٢٧ ﴾
نحن ٵُمَّةٌ نامت حتى شخَّرتْ، و عندما استيقظت شخُّرتْ لها
الأُمَّمُ.
﴿ ٢٦ ﴾
نساءُ العالمُ.. لا ٵحترمُ مِنْهُنَّ غير «١.٠%»
حيثُ ٵنَّ
ٵصحابِ هذه النِّسبةِ يَڪُنَّ قد تَحَمَلنَّ خطيئةَ «آدَمَ و حَوَّاءَ» معاً
فَهُنَّ بالوجعِ يَحْبَلنَّ و يَـلِدْنَّ، و حالياً بعرقِ
جَبَيْنَهُنَّ يأڪُلنَّ خُبزاً.
﴿ ٢٥ ﴾
ٵيّ إنسانٍ
إذا بحثَ في ٵعماقهِ سيجدُ:
- شخصيةٌ
يتعاملُ بها مع الناسِ. «ما يُريدُ للناسِ ٵن تراهُ».
- شخصيةٌ
يُخفيها عنهم. «ليُثبتُ لهم ٵنه ٵعمقُ مما يتصورون».
- شخصيةٌ
منافقةٌ، تُجاري الأمورَ. «فيأڪلُ مع الذئبِ و يبڪي مع الراعي».
-
شخصيتهُ الحقيقية. «و هذه لا يعلمها إلا ٵنا و هوّٰ و قليلون».
﴿ ٢٤ ﴾
التناقضُ ٵساسَ الإبداعِ.
﴿ ٢٣ ﴾
الأعداءُ نوعانِ:
ٵعداءٌ نصنعهم لأنفسنا.
و ٵعداءٌ يصنعهم لنا القَدَرُ.
﴿ ٢٢ ﴾
جُثثٌ ڪثيرةٌ تُدفنُ، و لا تحصلُ علــے انتقامها.
﴿ ٢١ ﴾
بعد ڪثرةِ
تأمُّلٍ، و بعد تفڪيرٍ شديدٍ عن ماهيَّةِ وجودِ الإنسانِ و عملهُ و مصيرهُ؛ اڪتشفتُ
شيئاً هاماً:
«إنَّ الشَّدائدُ تصنعُ الإنسانَ، و تظلُّ ترعاهُ حتى تقضي
عليهِ».
﴿ ٢٠ ﴾
حياةُ المرأةِ ڪتابٌ ضخمٌ، مڪتُوبٌ علــے ڪُلِّ صفحةٍ من
صفحاتهِ ڪلمة ٵُحِبُّ.
﴿ ١٩ ﴾
ٵيهما تُفضلُ
ٵن تڪونَ:
- رٵسُ حمارُ..
؟
- ٵم، ذيلُ
ٵسدُ.. ؟
﴿ ١٨ ﴾
لقد وجدتُ
ٵنَّ في ٵَلـمِ التجربةِ مُتعةُ المعرفةِ،
و ليس معنى
هذا ٵن تُخطيءُ لتتعلـمُ؛
و لڪن تأَلـمُ لتتعلـمُ.
﴿ ١٧ ﴾
نصيحةٌ هامةٌ..
لا تشڪوٵَلمَكَ لغيركَ، لأنَّ ٵَلمَكَ لن تشعرُ
بهِ غير نفسكَ.
تماماً ڪالوقوعِ في الحُبِّ، ستسمعُ صَدَّاهُ
بداخلكَ و لن يشعرَ بهِ ٵحداً غيركَ.
شَتَانِ بين الأَلـمَ و الحُبَّ.
و لڪن مَن يستطيعُ ٵن يعيشَ الأَلـمَ في سلامٍ، يستطيعُ ٵن
يعيشَ الحُبَّ في.. .. ؟
﴿ ١٦ ﴾
عندما ٵلقاني
اللهُ في بُحيرةِ الحياةِ..
ٵحدثتُ فقاقيعَ
و دوائرَ لا حصرَ لها،
و لڪن ما
ٵن وصلتُ إلــے العُمقِ.. حتى صِرتُ هادئاً.
﴿ ١٥ ﴾
ٵزرعُ
فــڪــراً .. تحصــدُ عمـــــلاً.
﴿ ١٤ ﴾
ٵصبحتِ جُزءاً
من يدي
ٵسمُكِ مڪتُوبٌ
علــے ٵبوابها
وجهُكِ مرسُومٌ
علــے ترابها
تذڪري..
ڪم مرَّةٍ
لعبتِ بالثلجِ علــے هضابها
و جلستِ
ڪالنجمةِ علــے ٵعشابها
ڪم مرَّةٍ..
دفَّئتِ
ڪفيكِ علــے ٵحطابها.
﴿ ١٣ ﴾
حينما تُطعنُ بخنجرٍ من الخلفِ، فهذا ٵمرٌ طبيعي جداً
و لڪن.. حينما تلتفتُ لتجدهُ ٵقربَ الناسِ إليك، فهذه هى المأساهُ.
﴿ ١٢ ﴾
ما معنى الصرخةِ الأُوْلى التي يُطْلقها الطفلُ الوليد..
إنه حين يُولدُ ليسمعَ صرخاتِ الأرضِ و الماءِ
و السماءِ المُحيطةُ بهِ
و ڪلها تَهتِّفُ «ٵننا نُوجدُ». فيُجيبها قلبهُ
الصغيرُ الضئيلُ من جانبهِ
«و ٵنا ٵيضــاً مـوجــــود».
﴿ ١١ ﴾
ٵفسدتُ ڪُلَّ
رغبتي في ٵن ٵڪونَ شجرةً
ٵفسدتُ ڪُلَّ
رغبتي في ٵن ٵڪونَ مملوڪاً لما يُحيطني
مَنَحَتْنِي
فراغٌ ٵن ٵڪونَ مالڪاً
لڪني ٵخافُ
لو ٵصيرَ مقبرةٌ.
﴿ ١٠ ﴾
«لڪل قاعدةٍ شواذ»
مقولةٌ رائعةٌ، تحملُ الڪثيرَ من المعاني، و
تَصِحُّ عند ڪثيرٍ من الناسِ،
و تنطَبِقُ علــے ڪثيرٍ من الأشياءِ؛ و لڪن
بالنسبةِ لي.. «الشَّواذ هم القاعدة»
ليس في المعنــے، و إنما في النِّسبةِ.
﴿ ٩ ﴾
ڪُن فيلسوفاً
لحسابِ نفسكَ، لا لحسابِ العالـمُ ٵجمعُ.
﴿ ٨ ﴾
القطةُ السوداءُ..
لم تزَلّ تحاولُ الخلاصَ من ذلك الخيطُ
القاسي الملفوفُ برقبتها، و العالقُ بالسريرِ الحديديّ؛ تُطبقُ عليه بفڪيها، تتناهشهُ، تتواثبُ..
عبثاً.
تُحاول تمزيقهُ بأظافرها، تيئَّسُ.. ٵو.. ڪإنما
تستريحُ.
فتتوقفُ عن ڪُلِّ مُحاولةِ قد تنجو بها من الهلاكِ
المحتوم.
ٵنفاسها المُتسارعةُ المضّطربةُ، تَبتُرُ مُوائها
الحزين.
و بعينينِ شابٌ زُرقتهُما ٵحمِرارٍ، تنظُرُ
خُنفُساءٌ تتهادى في مشيتها في ظلٍّ مُعَوَّجٍ..
و حين سَمِعت سُّعالُ المرأةِ الضخمةِ، عاودت
مُحاولاتها خائفةً، ترقُبُ البابَ الڪبيرَ، تُحاولَ الإفلاتَ يميناً، يساراً.. بلا
جدوى.
انڪمشت يائسةً لاهثةً.
ٵخــيراً..
قالتها المرأةُ الضخمةُ؛ و بأصابعها الغليظةِ
القاسيةِ اطبقت علـے رقبتها مُحطمةً عظامها، ثم ٵلقت بها في الشارعِ.
«في نفسِ الوقت، ڪانَ صاحبها النحيفُ البسيط يبحثُ عنها..
يحڪي لڪلِ مَن يقابلهُ، عن مقدرةِ عينيها علــے إسقاطِ
البُرصِ عن الحائطِ، دونَ ٵن تقفزُ إليهِ..»
﴿ ٧ ﴾
عندما يحڪمُ الطُّغاةُ الشعوبَ في غفلةٍ من
الزمانِ.
يعيشُ الشعبُ في ظلمةِ الاستبدادِ و الطُّغيانِ.
ينطفيءُ نورُ العقلَ، و يضيعُ صوتُ الحڪمةِ،
و تعودُ عقاربُ الزمنَ إلـــے الوراءِ،
و تذوبُ الحضارةُ من حرارةِ ظلـمُ الطُّغاةِ،
و تتسللُ قوانينُ الظُّلـمَ ڪالجرادِ، تلتهمُ
حضارةِ الإنسانِ.
و لڪن..
حيثُ العقلُ لا نخافُ، و الرأسُ مرفوعةِ عالياً.
حيثُ المعرفةُ خبرةً.
حيثُ العقلُ لم يُمزقُ جِدرانهُ التعصبَ.
حيثُ تخرجُ الڪلماتُ من ٵعماقِ الحقيقةَ.
حيثُ لم يفقدُ نهرُ العقلُ مجراهُ في تقاليدِ
الصحراءِ الميتهَ.
حيثُ العقلُ في تقدمٍ دائمٍ نحو ساعاتٍ ٵفسحُ
من الفڪرِ و العملَ.
تحتَّ هذه السماءَ..
«يا ٵبتي دعني ٵعيشُ في ســـــلامٍ».
﴿ ٦ ﴾
من بين القصورِ الهائلةٍ، انسلخَ
برجٌ من الأبراجِ و طارَ علــے درجاتِ الفضاءِ، ليستقرَ في بطنِ السحابِ؛ برجٌ صُنعَ
من ذراتِ الترابِ البشري، و لڪن في ٵسلوبٍ جديدٍ.
و علــے ٵرضِ الريحِ، بساطٌ ٵسودٌ
لامعٌ، ڪٵنه عينٌ متبلورةٌ في قلبِ الليلِ؛
و في الزاويةِ البعيدةِ، بقعةٌ
داڪنةٌ فوقها تابوتٌ عظيمٌ يُشعرُ برهبةِ الصناديقِ الخاليةِ.
و علــے هذا التابوتُ ڪتبتُ آيةً من دموعٍ مُتحجرةٍ لها تاريخٌ
بعيدٌ. «هنا دفنتُ قلبي».
﴿ ٥ ﴾
ڪائنٌ في منتهى القذارةِ من الداخلِ، لا يستطيعُ ٵن يعيشَ
إلا إذا تجمَّلَ من الخارجِ.
﴿ ٤ ﴾
ٵنــا ٵرضٌ قد يَبُست ٵنــا نبعٌ بلا مــــــــــــاء
و زهورٌ قد ذَبُلــــــت و فؤادي صحــــــــــراء
ٵنــا غصنٌ بلا ثمـــــــرٌ ٵعماقٌ جوفـــــــــــــــاء
مــــولـودٌ يحتضــــــــــرٌ ڪظِلالٌ لرجـــــــــاء
ٵنــا عظمٌ متناثــــــــــرٌ في بقاعِ الأهـــــــــــواء
ٵنغامٌ تتنافـــــــــــــــــرٌ و موسيقى هوجــــــاء
ٵنــا سائحٌ قد ضــــــلَّ و صغيرٌ قد نــــــــــــاء
و عــبيرٌ قــــــــــد ولَّىَ و تَڪَسرَ ڪـإنــــاء
﴿ ٣ ﴾
ٵعيشُ في دائرةٍ معقَّدةٍ؛ و إن ڪانت طيِّعةً،
ليِّنة الحدودِ.
إنَّها دائرةٌ فسيحةٌ، وهميةٌ و ميتافيزيقيةٌ.
و مع ذلك..
فَفيها يستطيعُ العقلُ ٵن ينطلقَ و يعملَ في
حريةِ.
و تَقْدِرُ مَلَڪاتهُ علــے ٵن تَجِدَ سلامها
و وئامها.
﴿ ٢ ﴾
ذات مرَّةً سألني صديقاً: متى قـرَّرتَ ٵن تُصبحَ ڪاتباً ؟
فأجبتُ: ٵنَّ السؤالَ خطأٌ في طريقةِ طرحهِ، و ٵضفتُ.. إنَّ ڪلًّ
مِنَّـا يولدُ ڪاتباً بطبيعتهِ، فيڪـتشفُ ٵسرارِ الڪلماتِ و يهتمُ بها. ٵنا ٵهتممتُ
بما يملڪهُ ڪُلِّ إنسانٍ؛ و السؤالُ الحقيقيّ الذي ينبغي ٵن يُطرحَ هو: لماذا توقفَ
الأخرون ؟
﴿ ١ ﴾
عفواً..
ٵنا و نفسي ٵولاً،
ثم نفسي ثانياً،
ثم الأخرينَ؛ بمَن فيهم ٵنا و نفسي ثالثاً.