«هناك مَن سيقرأَ هذه الخواطرُ يوماً؛ لذا.. لن ٵُسجلَ حرفاً واحداً من ذلك السِّرُّ الرهيبُ.»

الخميس، 21 سبتمبر 2006

﴿  ٧٤  

مرت ساعاتٍ و هى تقطعُ ارجاءَ غُرفتها جيئةً و ذهاباً؛ تغيرت ملامحها ٵلفَ مرَّةً،
و تشابڪت ٵصابعها خمسين، و ٵيقظت مرآتها بضعاً و عشرين.
هى عددُ سنواتِ عُمرٍ.. عاشتها بقوةِ الدفعِ
لم تُمارس خلالها فِعلُ الحياةِ
حُريتها قرضٌ بنڪيّ بفائدةٍ مُرڪَّبةٍ
لها قلبِ و جناحا طائرٍ، و لڪنَّ النوافذَ مُغلقةٌ
تذَڪَّرت النسرَ الذي لم يعرفُ الطيرانَ طيلةِ حياتهِ
و عندما ٵلقوه من ٵعلى ٵنتفضت فطرته، فحَلقَ قبل ٵن تُصرعه الصخور
تملڪتها الفڪرة، ٵخرجت قلماً و دفتراً و ڪتبت:
«دافئة هى حياتي معك، لڪني ممزقة. ملاك ٵنتَ و بداخلي ٵلف شيطان.
مُقيم ٵنتَ في مُدنكَ الهادئة و يقيني معقودٌ في قدمٍ مُسافرة. فماذا لو تحررنا من ذلك القيد الوهمى ؟ ٵشياءٌ جميلة تجاهك، و لڪنها لا تعصم القلب من جموحه. و لأني امرأة؛ تُطاردني مشاعر ذئب. ٵُريد ٵن ٵبيعك حُريتي ٵياً ڪُنتُ، و ٵياً ڪانت البيانات في بطاقةِ هويتكَ. ٵُحاول بين الوقت و الأخر إرتڪاب المُصارحة، فأجدني علــے حافةِ جرفٍ، ٵتشبث بياقتكَ، و يأخذُ إعترافي شڪل قُبلةٌ طويلةٌ لا تفهمها. فأتعذبَ ٵڪثر و تجتاحني ڪلمة إعتذار؛ فأنطق ڪلمتي: ٵُحِبُّكَ جداً. ٵيها النقي، ها ٵنذا ٵمنحكَ القُدرةُ علــے سيرِ ٵغواري.. لا تغضب.. تنفس بعمق، و ٵستمر في الغوصِ إلــے ٵبعد نقطة، حيث تتڪون الدمعةُ و الابتسامةُ. و حيث ٵنا تلك التي يدنو إليك بعضها، و يأتي الأخر ليس هربا منكَ، بل هرباً إلــےّٰ. و لأني لست ٵثنينِ.. سأختارني و ٵرحلُ بعيداً.. وداعاً».
ٵغلقت الدفتر و حدقت طويلاً في سقف الغرفة، بعد ساعة ٵُخرى ڪان الرَّمادَ يُغطي بقايا الدفتر داخل سلة مهُملات سميڪةٌ و ڪانت ذراعاه تُطوقُ خصرها و هى تمنحه قُبلةٌ طويلةٌ تنظر بعدها في عينيةِ قائلةً: ٵُحِبُّكَ جداً.