«هناك مَن سيقرأَ هذه الخواطرُ يوماً؛ لذا.. لن ٵُسجلَ حرفاً واحداً من ذلك السِّرُّ الرهيبُ.»

الثلاثاء، 28 مارس 2006

الثلاثاء، 21 مارس 2006

﴿  ٤٤  

يفتـحُ يدهُ و يرَى قوافلُ مُشاةٍ تعبرَ في عروقها، إلــے ٵين يذهبون ؟
 إلــے قلبهِ ؟ ٵم إلــے الجِدرانِ و الأبوابِ حين يلمُسها ؟
هل.. إذا لمسَ الأشياءَ غادرَ إليها الساڪنونَ في عروقهِ ؟
لا يعرِفُ.. و يُحارُ.. هل يلمُسَ الأشياءَ
ٵم يُبقي يدهُ في الفراغِ ؟

الثلاثاء، 14 مارس 2006

﴿  ٤٣  

رغمَ قناعتي بأنَّ الطريقَ الوحيدَ ٵمامَ المرأةِ لحلِ مُشڪلاتها ٵن تڪونَ الناطقةُ بلسانِ حالِـها. لذا سأفتحُ بابَ الحوارِ و لڪُم الحُرية:
عندما يضعُ الرَّجُلُ العربي ڪلمةَ «المَرْأةُ» في جمُلةٍ مُفيدةٍ، فهو يقعُ ٵسيرَ صراعٍ عنيفٍ.. فَفي العلنِ يقولُ إنَّها الجوهرةُ المصُونةُ المڪنونةُ، و في السرِ يُخفي احتقارهُ لها، و تعاليهِ عليها، و نظرتهُ المُزمنة إلــے ڪيانها ڪمواطنٍ من الدرجةِ الثانيةِ. و لا يوجدُ تِراثً ٵدبي في الڪونِ يحملُ ڪُلُّ هذه الڪميةِ من الغزلِ البريء و غير البريء في المرأة. و لڪنه في نفسِ الوقت هو غزلٍ جسديِّ لم يتطرقُ إلــے التغزلَ في العقلِ ٵو الفڪرِ ٵو السلوك. هذه الإزدواجية الذُّڪوريَّة هى التي جعلت من المرأةِ لوحةُ تَنْشينٍ سهلةٍ لرُصاصاتٍ الرَّجُلِ الطائشةِ، و صَنَعت منها تمثالاً محّشواً بالقشٍ، مثله مثل النماذجِ التي يتدربَ عليها لاعبو المُلاڪمةِ. فيُڪيلُ لها اللڪماتِ الماديةِ و المعنويةِ، ليُفرِغَ فيها ڪبتهُ المزمن و عُقدهُ المتضخمة و طاووسيته المتورمة، و تڪون النتيجة مُجرد عيشةٌ، و ليست حياةٌ. عيشةٌ فيها طرفٌ ضّد طرفٍ آخر و ليس طرفٌ مع طرفٍ آخر. عيشةٌ مثل لعبة «البَازِلْ» التي ضاعت منها قطعةٍ واحدةٍ، ولڪنها القطعة التي بدونها لن يڪتمل الشڪل ابداً. هذه القطعة هى التفاهم و التواصل الذي لا يُمڪن ٵن يحدث نتيجة إحساسِ الدونيةِ التي تعيشهُ المرأةٍ، و الذي يؤدي إلــے قَبولِ العُنفُ ضدها ڪأمرٌ واقِعٌ، و هو عُنفٌ ڪرستهُ للأسف الثقافةُ السائدة. لدرجة ٵنَّ ڪثيرٍ من النساءٍ لم يَعُدْنَّ يَرَينَّ فيه مشڪلةٌ، بل يعتبرونهُ حقاً إلهياً للرَّجُلَ.
و لابُد ٵن ٵذڪُرَ معنَى «العُنفِ» لتتضحَ الرؤيةُ:
«ٵيُّ فعلٍ عنيفٍ قائمٍ علــے ٵساسِ الجنسِ، ينجُمُ عنه ٵو يُحتملَ ٵن ينجُمُ عنه ٵذَى ٵو مُعاناةٍ جسديةٍ ٵو نفسيةٍ ‹بما في ذلك التهديدَ بـإقترافِ هذا العملَ›. ٵو الإڪراه ٵو الحرمان التعسُفي من الحرية، سواء وقعَ ذلك في الحياةِ العامةِ ٵو الخاصةِ». و هڪذا يتسع مفهوم العُنف ليشمل العُنف المنزلي و المؤسسي و الأجتماعي. و هو بذلك لا يعني فقط الإيذاء الجسدي و المعنوي المتمثل بالضربِ و القتلِ و الأغتصابِ، و ما تتعرضُ له المرأةِ من إهاناتٍ و إڪراهٍ و إذلالٍ و تهديدٍ و شتمٍ و حرمانٍ. بَل يُعني ٵيضاً ڪافةُ ٵشڪالِ السلوك الفردية و الأجتماعية، المباشرة و غير المباشرة التي تؤثر سلباً علــے المرأةِ جسدياً و نفسياً، و التي تُعرقِلُ تنمية شخصيتها و قُدراتها و مُواهبها و تَحُطُ من قُدرتها و ڪرامتها و تؤڪد تبعيتها، و تحرمها من ممارسة حقوقها، و تحجبها عن المشاركة الفعلية في التنميةِ الشاملةِ لأُسرتها و مُجتمعها و وطنها. و تشمل أشڪال التميز المؤدي إلــے العنفِ ٵشياءٌ ڪثيرةٌ مثل فُرصِ التعليمِ و العنايةِ الصحيةِ و الغذائيةِ و توزيع الأدوار داخل الأُسرة و منحُ الحُريات الشخصية و القوانين و التشريعات.
و العنف ضّدَ المرأةِ في مِصْر يتميز عن العنف في مناطقٍ ٵُخرى في العالم بميزةٍ فريدةٍ، و هى إنه يُمارسُ مُنذ الطفولةُ، و ٵحياناً قبلها، و هى مُجردُ جنينٍ في ٵحشاءِ الأُمِ. فثقافتنا السائدة في ڪثيرٍ من الأحيان مازالت تتوجسُ من ولادةِ الأُنثى. و من هنا نسألُ:
- هل المرأةِ مسلوبٌ حقُها ؟
- هل المرأةِ ڪائنٌ ناقصٌ بمفردها، لا يڪتملُ إلا بوجودِ الرَّجُلِ ؟
- هل المرأةِ تتمتعُ بڪافةِ الحقوقِ مثل الرَّجُلُ في مجتمعاتنا الشرقية ِ؟
- هل نظرةْ الرَّجُلُ للمرأةِ نظرةٍ جنسيةٍ فقط ؟

الثلاثاء، 7 مارس 2006

﴿  ٤٢    

الحُبُّ هو أن تشعرَ بأنك لستَ أنتَ، فأنتَ دائماً مَن تُحِبُّ.

الأربعاء، 1 مارس 2006

﴿  ٤١  

راح ٵخي يُملي علــےّٰ، مُستخدماً ٵفضلَ ٵساليبهِ الخِطابيةُ.
- قالَ: في البدايةِ، و بالضبطِ قبلَ خمسةَ عشرَ بليونَ سَنَةٍ و شهرينِ،
حدثَ انفجارٍ عظيمٍ و الڪونُ ڪ.. ..
و لڪنني توقفتُ عن الڪتابةِ قائلاً بارتيابٍ: «قبل خمسةَ عشرَ بليونَ سَنَةٍ» ؟
- قالَ: تماماً؛ لقد ٵُوحَيَٰ إلــےّٰ بذلك.
- قُلتُ:نني لا ٵشُّكُّ في الوحي الذي يأتيك «و هذا خيرٌ لي. فهو ٵصغرُ مني بثلاثِ سنواتٍ، و لڪنِي لا ٵُحاولُ الشَّكَّ في وحيهِ، و لا يستطيعَ ٵحداً غيري أن يفعلَ ذلك، و إلا فالويلُ له»
و ٵڪملتُ.. و لڪن هل ستقومَ بأملاءِ قصةِ الخليقةِ ڪاملةٍ عبرَ فترةِ خمسةَ عشرَ بليونَ سَنَةٍ ؟
فقالَ ٵخي: نعم؛ يتحتمُ علــےّٰ ذلك، فهذا هو الزمنُ الذي استغرقتهُ الخليقةُ. و ٵنا ٵحتفظُ بهِ ڪُلهُ هنا «و ضرب بيده علــے جبهته». و ڪُلُّ ذلك استناداً إلــے ٵعلىَ المراجعِ.
و عند ذاكَ ڪُنتُ قد وضعت قلمي المعدنيِّ جانباً قائلاً: و هل تعرفُ ثمنَ ورقَ البَرْدِيّ اللازمُ ؟
- مــاذا ؟
«قد يُوحِيّٰ إليهِ و لڪنني غالباً ما ڪُنتُ ٵُلاحظُ ٵنَّ الوحيُ لا يتضمنُ مسائلٌ تافهةٌ مثل ثمنَ ورقَ البَرْدِيّ».
- فقُلتُ: ٵفْترِضْ ٵنك تصفُ مليونَ سَنَةً من الحوادثِ في ڪُلِّ رُزمةٍ من ورقَ البَرْدِيّ؛ هذا يُعني ٵنَّ عليك ٵن تملأ خمسِ عشرةِ رُزمةٍ، و سيتحتمُ عليك ٵن تتڪلمَ وقتاً طويلاً لمِلَئِها، و تَعلمُ ٵنك ستتلعثمُ بعد مُدةٍ، و سيتحتمُ علــےّٰ ٵن ٵڪتبَ ما فيه الڪفايةِ لملءِ تلك الرُّزمِ، و ستتفسخُ ٵصابعي. و حتى لو ڪنتُ استطيعُ ٵن ٵدفعَ ثمنَ ڪُلَّ ورقَ البَرْدِيّ ذاكَ، و حتى لو بقيَّ صوتكَ صحيحاً و ٵصابعي قويةً، فمَن الذي سَيسّتنسِخُ ڪُلُّ ذلك ؟ علينا ٵن نحصلَ علــے ضمانٍ لتوفيرِ مائةِ نُسخةٍ، قبل ٵن نتمڪنَ من النَّشرِ. و بدونَ ذلك من ٵين نحصلُ علــے حقوقِ التأليف ؟
فأَطْرَقَ ٵخي هُنَيَّةٌ، و قالَ: هل تَرى ٵنني ينبغي ٵن ٵختصرُ ؟
- قُلتُ: ڪثيراً، إذا ٵردتَ له ٵن يصلَ إلــے الجمهورِ.
- قالَ: ماذا تقولُ بمائةِ عامٍ ؟
- قُلتُ: ماذا تقولُ بستَّةِ ٵيامٍ ؟
- قالَ مُرتعباً: إنني لا استطيعُ ٵن ٵضغطَ قصةِ الخليقةِ ڪلها بستَّةِ ٵيامٍ.
- قُلتُ: هذا جميعُ ما لدىّٰ من ورقَ البَرْدِيِّ. فماذا تقولَ ؟
- قال: «آه، حسناً».. و راحَ يُملي علــےّٰ مرَّةً ثانيةً.
«فِي الْـبَـدْءِ..» ــ  هل ينبغي ٵن تڪونَ ستَّةِ ٵيامٍ يا هارُون ؟
- قُلتُ بـإصرارٍ: «ستَّــةِ ٵيــامٍ، يا مُوسَـىٰ».