﴿ ٤١ ﴾
راح ٵخي يُملي
علــےّٰ، مُستخدماً ٵفضلَ ٵساليبهِ الخِطابيةُ.
- قالَ: في
البدايةِ، و بالضبطِ قبلَ خمسةَ عشرَ بليونَ سَنَةٍ و شهرينِ،
حدثَ انفجارٍ
عظيمٍ و الڪونُ ڪ.. ..
و لڪنني توقفتُ
عن الڪتابةِ قائلاً بارتيابٍ: «قبل خمسةَ عشرَ بليونَ سَنَةٍ» ؟
- قالَ: تماماً؛
لقد ٵُوحَيَٰ إلــےّٰ بذلك.
- قُلتُ:نني
لا ٵشُّكُّ في الوحي الذي يأتيك «و هذا خيرٌ لي. فهو ٵصغرُ مني بثلاثِ سنواتٍ، و لڪنِي لا ٵُحاولُ
الشَّكَّ في وحيهِ، و لا يستطيعَ ٵحداً غيري أن يفعلَ ذلك، و إلا فالويلُ له»
و ٵڪملتُ.. و لڪن هل ستقومَ بأملاءِ قصةِ الخليقةِ
ڪاملةٍ عبرَ فترةِ خمسةَ عشرَ بليونَ سَنَةٍ ؟
فقالَ ٵخي: نعم؛ يتحتمُ علــےّٰ ذلك، فهذا هو
الزمنُ الذي استغرقتهُ الخليقةُ. و ٵنا ٵحتفظُ بهِ ڪُلهُ هنا «و ضرب بيده علــے جبهته». و ڪُلُّ ذلك استناداً إلــے ٵعلىَ المراجعِ.
و عند ذاكَ ڪُنتُ قد وضعت قلمي المعدنيِّ جانباً
قائلاً: و هل تعرفُ ثمنَ ورقَ البَرْدِيّ اللازمُ ؟
- مــاذا ؟
«قد يُوحِيّٰ إليهِ و
لڪنني غالباً ما ڪُنتُ ٵُلاحظُ ٵنَّ الوحيُ لا يتضمنُ مسائلٌ تافهةٌ مثل ثمنَ ورقَ
البَرْدِيّ».
- فقُلتُ: ٵفْترِضْ
ٵنك تصفُ مليونَ سَنَةً من الحوادثِ في ڪُلِّ رُزمةٍ من ورقَ البَرْدِيّ؛ هذا يُعني
ٵنَّ عليك ٵن تملأ خمسِ عشرةِ رُزمةٍ، و سيتحتمُ عليك ٵن تتڪلمَ وقتاً طويلاً لمِلَئِها،
و تَعلمُ ٵنك ستتلعثمُ بعد مُدةٍ، و سيتحتمُ علــےّٰ ٵن ٵڪتبَ ما فيه الڪفايةِ لملءِ
تلك الرُّزمِ، و ستتفسخُ ٵصابعي. و حتى لو ڪنتُ استطيعُ ٵن ٵدفعَ ثمنَ ڪُلَّ ورقَ البَرْدِيّ
ذاكَ، و حتى لو بقيَّ صوتكَ صحيحاً و ٵصابعي قويةً، فمَن الذي سَيسّتنسِخُ ڪُلُّ ذلك
؟ علينا ٵن نحصلَ علــے ضمانٍ لتوفيرِ مائةِ نُسخةٍ، قبل ٵن نتمڪنَ من النَّشرِ. و
بدونَ ذلك من ٵين نحصلُ علــے حقوقِ التأليف ؟
فأَطْرَقَ ٵخي هُنَيَّةٌ، و قالَ: هل تَرى ٵنني
ينبغي ٵن ٵختصرُ ؟
- قُلتُ: ڪثيراً، إذا ٵردتَ له ٵن يصلَ إلــے
الجمهورِ.
- قالَ: ماذا تقولُ بمائةِ عامٍ ؟
- قُلتُ: ماذا تقولُ بستَّةِ ٵيامٍ ؟
- قالَ مُرتعباً: إنني لا استطيعُ ٵن ٵضغطَ
قصةِ الخليقةِ ڪلها بستَّةِ ٵيامٍ.
- قُلتُ: هذا جميعُ ما لدىّٰ من ورقَ البَرْدِيِّ.
فماذا تقولَ ؟
- قال: «آه، حسناً».. و راحَ يُملي علــےّٰ
مرَّةً ثانيةً.
«فِي الْـبَـدْءِ..» ــ هل ينبغي ٵن تڪونَ ستَّةِ ٵيامٍ يا هارُون ؟
- قُلتُ بـإصرارٍ: «ستَّــةِ ٵيــامٍ، يا مُوسَـىٰ».