«هناك مَن سيقرأَ هذه الخواطرُ يوماً؛ لذا.. لن ٵُسجلَ حرفاً واحداً من ذلك السِّرُّ الرهيبُ.»

الأربعاء، 28 يناير 2009

﴿ ٢١٥

لو لم ٵڪن ٵنا لتمنيتُ ٵن ٵڪونَ عَنَزَةً.
طيبةٌ، صغيرةٌ، رقيقةٌ، ناعمةٌ؛ صاحبةُ صوتٌ مُميزٌ رفيعٌ، و قلبٌ حنونٌ و روحٌ شجاعةٌ.
نعم.. هى طيبةٌ جداً تسيرُ بهدوءٍ و نعومةٍ و حولها تتحركَ الدجاجاتِ و الڪتاڪيتِ الصغيرةِ و البطِ و الأوزِ و الأرانبِ. و تڪُونُ ٵعوادُ البرسيم مُلقاةٌ حولها؛ و هى تأڪلُ بهدوءٍ و يُشارڪها ڪُلُّ مَن يرغبَ دونَ ٵن ترفسه ٵو ترفضه.
صغيرةٌ هى؛ ملامحها دقيقةٌ، عدا عينيها الواسعتينِ، تنظر بهما للشمسِ و الزرعِ و الناسِ و الطيورِ. ٵشعرُ ٵنَّ العنزةَ تتعجبُ من ڪُلَّ ما تراهُ، و مَن يتعجبُ يسألُ، و مَن يسألُ يُفڪرُ، و مَن يُفڪرُ يتعلّمُ. لابُدَ و ٵن العنزةَ تعلمَ ٵشياءٍ ڪثيرةٍ عن ٵشياءً ڪثيرةً. رقيقةٌ هى.. ٵقدامها الرفيعةُ و خُطاها الهادئةُ و صوتها الرفيعُ و ٵنفها الدقيقُ؛
و حتى قرناها الصغيرانِ جداً جداً.. ڪُلُّ هذا علامةٌ علــے رِقتُها.
رأيتُها تڪادَ تبتسمُ للڪتاڪيتَ من حولها، ٵما صِغارَ الأرانبِ.. تلك المفزوعةُ دائماً من ڪُلِّ شيءٍ. فهى لا تخافُ العنزةَ؛ العنزةَ ٵيضاً لا تخافُ شيئاً و لا تخافُ الناسَ.
تمشي برقةٍ و ثقةٍ، لا تخافُ و لا تجْفلُ إلا ممَن يقتربُ منها بعنفٍ. و مَن مِنّا لا يخافُ العنفُ و القسوةُ ؟ ٵنا إنسانٌ و هذا شيءٌ جميلٌ جداً طبعاً.
و لڪني لو لم ٵڪُنْ إنساناً لتمنيتُ ٵن ٵڪونَ عنزةً؛
شعرها اسودٌ لامعٌ بهِ بعضِ الشُّعيراتِ البيضاءِ، و وجهها مُبتسمٌ، و نظراتها مُندهشةٌ،
و صوتها رقيقٌ، و خُطاها هادئةٌ و ابتسامتها ساحرةٌ.

الأربعاء، 21 يناير 2009

﴿ ٢١٤  

و ٵنا في المقعدِ الأماميّ بجوارِ سائق الميڪروباص
ٵطلَّ و جهها باسماً ڪعادتهِ.
جَلست بجواري بعد ٵن قالت «السلامُ عليڪم» بحياءٍ شديدٍ.
علاقتي معها بدأت مُنذ ثلاثِ سنواتٍ
و هى لا تُحبُّ ٵن تخونَ زوجها ڪما ٵخبرتني
و إنَّ ما حدثَ بيننا ضعفاً إنسانياً يجبُ ألا يستمرُ.
و ٵمامَ الأوبرا عندما مرَّ الميڪروباص،
قالَ الراڪبَ خلفي للسائقِ:
«ٵُجرة اثنينِ، ٵنا و السيدةُ التي في الأمامِ»
ردَّدها بعده ڪُلُّ مَن في السيارةِ.

الأربعاء، 14 يناير 2009

الأربعاء، 7 يناير 2009

﴿ ٢١٢  

تصرف ڪما لو ڪانت ٵفعالكَ ستُغيرُ العالمَ.. فهى ڪذلك بالفعلِ

الخميس، 1 يناير 2009

﴿ ٢١١  

الغربةُ غابةٌ استوائيةٌ
الحنينُ إلــے الوطنِ و الأهلِ ڪالنقرِ علــے جدارِ القلبِ، تحسهُ دونَ ٵن تسمعهُ.
الدموعُ تنهبُ الأرضِ، ينفرطُ الشوقُ، يتلألأُ مع بريقِ العينِ، و اللهفةُ الطافحةُ بالبشرِ.
لنعودُ؛ ٵو لا نعودُ مرَّةٌ ٵُخرى إلــے الوطنِ
و ٵخيراً.. نموتُ.