«هناك مَن سيقرأَ هذه الخواطرُ يوماً؛ لذا.. لن ٵُسجلَ حرفاً واحداً من ذلك السِّرُّ الرهيبُ.»

الأحد، 14 أغسطس 2005

﴿  ٨  

القطةُ السوداءُ..
لم تزَلّ تحاولُ الخلاصَ من ذلك الخيطُ القاسي الملفوفُ برقبتها، و العالقُ بالسريرِ الحديديّ؛ تُطبقُ عليه بفڪيها، تتناهشهُ، تتواثبُ.. عبثاً.
تُحاول تمزيقهُ بأظافرها، تيئَّسُ.. ٵو.. ڪإنما تستريحُ.
فتتوقفُ عن ڪُلِّ مُحاولةِ قد تنجو بها من الهلاكِ المحتوم.
ٵنفاسها المُتسارعةُ المضّطربةُ، تَبتُرُ مُوائها الحزين.
و بعينينِ شابٌ زُرقتهُما ٵحمِرارٍ، تنظُرُ خُنفُساءٌ تتهادى في مشيتها في ظلٍّ مُعَوَّجٍ..
و حين سَمِعت سُّعالُ المرأةِ الضخمةِ، عاودت مُحاولاتها خائفةً، ترقُبُ البابَ الڪبيرَ، تُحاولَ الإفلاتَ يميناً، يساراً.. بلا جدوى.
انڪمشت يائسةً لاهثةً.
ٵخــيراً..
قالتها المرأةُ الضخمةُ؛ و بأصابعها الغليظةِ القاسيةِ اطبقت علـے رقبتها مُحطمةً عظامها، ثم ٵلقت بها في الشارعِ.
               «في نفسِ الوقت، ڪانَ صاحبها النحيفُ البسيط يبحثُ عنها.. 
يحڪي لڪلِ مَن يقابلهُ، عن مقدرةِ عينيها علــے إسقاطِ
البُرصِ عن الحائطِ، دونَ ٵن تقفزُ إليهِ..»