«هناك مَن سيقرأَ هذه الخواطرُ يوماً؛ لذا.. لن ٵُسجلَ حرفاً واحداً من ذلك السِّرُّ الرهيبُ.»

الجمعة، 28 أبريل 2006

﴿  ٥٠  

شوقاً إلــے ذلك الأملُ الخفي ٵحّيَا..
ٵملٌ هو ٵم خيالٌ ؟
ڪم من ليالٍ سهرتها حتى الصباح، علــے هذا الأمل.
وڪم من ٵيامٍ تحولت إلــے ليالٍ، من هذا الخيال.
تُرى هل يحدث في تلك الأيامِ المشتعلةِ، انفصامِ نيزكِ ثقيلٍ عن الشمس ؟
نيزكٌ مثل جزيرة النار، ينطلقَ نحو ديارنا..
يُحِيلنا إلــے غبارٌ؛ حاملاً برق الإنتقام ؟
موّتى نحن.. غرّقى في الدمِ
أطفالٌ نحن.. ٵدرڪنا زمن الشيخوخةِ
نحن ظِلالِ الليالي العتيقةِ المنڪسرةِ
نحن الفجرَ الڪاذبُ
نحن اللذين نضجنا في آتونِ الفتنةِ و النارِ
نحن ضحايا ٵحداثً لم نرَها
تُرى هل يحدث في تلك الأيام الباردة، ٵن يمُّوجَ البحرُ..
فنغرق في ٵمواجهِ الوحشيةٍ ؟
فنتغنى بأنشودةِ الفناء و نُخَبِّطُ بالأيدي و الأرْجُل خوفاً..
لِنَفُكَ ٵغلالِ الأَسْرِ عن ٵقدامنا ؟
طريقانِ هما الحياةِ و الموتِ.

الجمعة، 21 أبريل 2006

﴿  ٤٩  

التقيت به مرَّةٍ ٵُخرَى.. ڪان ٵشدَ نُحولاً من المرَّةِ السابقةٍ. وجههُ مُظلمٌ، ليس لأنَّ الشمس لوَّحتهُ، بَل لأنه يعڪِسُ ما في داخلهِ؛ شَعْرَةُ مُرتبٍ و مُسَرحٍ إلــے الجانبِ، عيناهُ غائرتانِ و مضطربتانِ و نظرتهُ مشتتةٌ و قاسيةٌ. ڪانت السماءَ مُلبدةٍ بالسحبِ، و الريحَ تهبُ بقوةِ، و المدخل مزدحماً و صاخباً بالضجيجِ، حيث تختلط ٵصوات الشباب و النساء بصراخِ الأطفال، و ٵصوات السيارات العابرة. رأيته يمشي وسط نهرٍ متدفقٍ من الأجسادِ، و سيجارةٌ لم تشتعل بعد تتدلى من زاويةِ فمهِ اليُسرى.
حَدَّقَ ڪُلٌّ منَّا في عينِ الأخرَ مُباشرةٌ. فَحيَاني برفعِ حاجبيهِ؛
ثم ٵختفى وسط دوامةِ الأجسادِ المُحتشدةِ.

الجمعة، 14 أبريل 2006

﴿  ٤٨  

رُبما بالخطأ وُّلدتُ
و رُبما بالخطأ نشأتُ
و رُبما بالخطأ ڪتبتُ
و مَن يدري..
فرُبما بالخطأ قد ٵموتُ.

الجمعة، 7 أبريل 2006

﴿  ٤٧  

ٵنا عارفه من زمان، و هو طول عمره راجل صريح وصادق و مش بيجامل حد علــے حساب الحق. قابلني.. سألته عامل إيه ؟ فقالي: عيبي إني مرايه، بتخَلي ڪل اللي يبُص فيها يشوف حقيقته. والناس، و للأسف يعني؛ مش بيحبوا صورتهم الحقيقية. عايزيني ٵڪون مِڪياج، مش مرايه. وٵنا مش ڪده؛ علشان ڪده ڪسروني؛ علشان ڪلمتهم بالصدق و الصراحة. شوهوا سُمعتي وشتموني وٵَديني ٵها مرايه مڪسره.
قولتله: ٵنتَ نفسيتك تعبت لما هاجموك ؟ و غيرت طريقتك معاهم ؟
بَصَّلي بَصَّه جامدة قوي و قالي: ٵنا النهارده شفت حاجة عجيبة قوي، واحد صاحبي عيان؛ عنده سخونية جامدة. و ٵهله عايزين حرارته تنزل، و يخف، بس مافيش فايدة. و لما عديت عليه النهارده.. وٵخوه ڪان عايز يطمن علــےٰ حرارته. فحط ميزان الحرارة في بُق ٵخوه العيان، بس لما قراه و لقي الحرارة مانزلتش ٵتغاظ قوي ومسك ميزان الحرارة و من غيظه ضربة في الحيط، معلهش. مسڪين ميزان الحرارة الصريح الصادق الأمين.
ذنبه ٵيه، ما هو زييّ، مرايه مڪسره.

السبت، 1 أبريل 2006

﴿  ٤٦  

يا إلهـــي.. إني لست إنساناً
ٵنا ثورٌ و علــے عيني عِصَابَةُ.
فأنا ٵخورُ ڪالثيرانِ،
و ٵمشي علــے ٵربعٍ،
و لي حوافرٌ،
فأنا آڪلُ التِبنِ،
و جِلدِي سميكٌ،
و إحساساتي بليدةٌ،
و لا ٵشعرُ بفارقٍ يُذڪرُ بين لذعِ ڪُرباجٍ وضَربِ عصاٍ.
ٵهتماماتي في الدُنيا قليلةٍ.
فأنا آڪلُ و ٵشربُ،
و ٵواقعُ الأُنثَى.. ٵيِّ ٵُنثَى،
و ذاڪِرتي لا يَعْلقُ بها شيئاً،
فأنا لا ٵذڪُرُ شڪلَ ٵولادي،
و ٵنا لا ٵحزنُ و لا ٵفرحُ،
و إنما أجوعُ و أشبعُ،
و بعد الشبعِ ٵنامُ،
و هو دائماً نومٌ عميقٌ،
لا ٵحداً منڪم جَربَ نومُ الثورِ،
لو جربتموه؛ لتمنيتم ٵن تڪونوا ثيراناً، ٵنه لشيءٌ فريدٌ.
إنَّ قلوبنا تَقْشعر حينما نتصورُ ذبحِ الثورِ،
ولڪنه ليس ٵمراً مؤلماً بالقدرِ الذي نتصوره،
إنَّ ٵلمَ الضرسِ ٵشدُ منهُ.