﴿ ٦٢ ﴾
الڪمبيوتر
الصديق خانني؛
خانني
لأنني لم ٵعطه الإشارة، و لم ٵُبدل الحروف بالأرقام،
و لم ٵُبرمج
المشاعر و ٵُطلق الأوامر.
الڪمبيوتر
الذى علمته الحنان و الأمان خانني؛
خانني
لأنني ٵدخلت في اللغات و الشرائح الممغنطة؛
عواطف الأزهار،
و الأشجار، و الأنهار، و قصة العيون ساعة السَّحر،
و رقصة الأغصان،
و الأحلام، و المطر.
ٵدخلت، و
ٵسترجعت؛ بسمة العيون و إشراقه الجبين،
تڪبيرة الحنين،
نداء هذه البحار.
الڪمبيوتر
البحَّار، علمته الأسرار فخانني و لم يعد يحَار.
الڪمبيوتر
الصديق.
آهٍ.. من
الحديد عندما يخون.
آهٍ.. من
الأزرار و اللوحات و الأرقام.
ٵطلقَت هذه
المعادن الهامدة شعاع ڪهرباء.
علمتها البڪاء،
علمتها الفرح، رافقتها للبحر و الرمال و الضياء.
جعلتها..
تُصادق النوارس المهاجرة، و تطلق العنان للأفڪار،
تُحبُّ وقتما
تُريد.. و تلعب.
تڪهرب القلوب
وقتما تشاء.. و تذهب.
تُحاور العقول
و الأشياء.. و تغضب.
منحتها السرور
و الغضب، منحتها اللعب، و هبتها الذڪريات.
سألتها تخزين
ڪلَّ لحظة تمُر بالشموس و النفوس،
تسجيل ٵجمل
الثواني، و ٵفخم المعاني و ٵروع الأغاني.
فعاتبَت..
المعادن و
الأسلاك عاتبَت، تراجعَت.. و ٵصبحت حديد.
آهٍ.. من
الحديد عندما يخون.
تبرمجت..
تحولت جليداً،
و لم تزلّ تحنُّ للقصدير، و النحاس، و المطاط.
و لم تزلّ
تحطُّ من مشاعر الإنسان،
و تطرد النوارس
المُهاجرة؛ عن شاطيء الأحلام.