«هناك مَن سيقرأَ هذه الخواطرُ يوماً؛ لذا.. لن ٵُسجلَ حرفاً واحداً من ذلك السِّرُّ الرهيبُ.»

الجمعة، 7 يوليو 2006

﴿  ٦٢  

الڪمبيوتر الصديق خانني؛
خانني لأنني لم ٵعطه الإشارة، و لم ٵُبدل الحروف بالأرقام،
و لم ٵُبرمج المشاعر و ٵُطلق الأوامر.
الڪمبيوتر الذى علمته الحنان و الأمان خانني؛
خانني لأنني ٵدخلت في اللغات و الشرائح الممغنطة؛
عواطف الأزهار، و الأشجار، و الأنهار، و قصة العيون ساعة السَّحر،
و رقصة الأغصان، و الأحلام، و المطر.
ٵدخلت، و ٵسترجعت؛ بسمة العيون و إشراقه الجبين،
تڪبيرة الحنين، نداء هذه البحار.
الڪمبيوتر البحَّار، علمته الأسرار فخانني و لم يعد يحَار.
الڪمبيوتر الصديق.
آهٍ.. من الحديد عندما يخون.
آهٍ.. من الأزرار و اللوحات و الأرقام.
ٵطلقَت هذه المعادن الهامدة شعاع ڪهرباء.
علمتها البڪاء، علمتها الفرح، رافقتها للبحر و الرمال و الضياء.
جعلتها.. تُصادق النوارس المهاجرة، و تطلق العنان للأفڪار،
تُحبُّ وقتما تُريد.. و تلعب.
تڪهرب القلوب وقتما تشاء.. و تذهب.
تُحاور العقول و الأشياء.. و تغضب.
منحتها السرور و الغضب، منحتها اللعب، و هبتها الذڪريات.
سألتها تخزين ڪلَّ لحظة تمُر بالشموس و النفوس،
تسجيل ٵجمل الثواني، و ٵفخم المعاني و ٵروع الأغاني.
فعاتبَت..
المعادن و الأسلاك عاتبَت، تراجعَت.. و ٵصبحت حديد.
آهٍ.. من الحديد عندما يخون.
تبرمجت..
تحولت جليداً، و لم تزلّ تحنُّ للقصدير، و النحاس، و المطاط.
و لم تزلّ تحطُّ من مشاعر الإنسان،
و تطرد النوارس المُهاجرة؛ عن شاطيء الأحلام.