﴿ ١٤٠ ﴾
مُنذ خمسةً و عشرونَ عاماً تقريباً لم ٵڪن ٵيّ
شيءٍ؛ مُجردُ عدمٍ، لا يحملُ ٵسمي ٵيّ معنى مُتعلق بي. و لڪن في لحظةٍ ما جئتُ إلــے
هذا العالمُ، فما الَذي جاءَ بي ؟ لماذا لم ٵبقى هناك حيث العدمُ ؟ لماذا اُختيرتُ
من بين ملايين اللاٵشياءِ الموجودة في العدمِ لأڪونَ ٵنا ؟ هل لفعلٍ ٵرتڪبتهُ سابقاً
حين ڪنت عدماً فأستحققتُ بأن أڪون ٵنا ؟ ٵم أنني فقط مُجردُ نتيجةٌ لزواجِ آدمَ من
حواء ؟
«مُجردُ حلقةٌ حتميةٌ في تسلسلٍ حتمي لا يمڪن
تغييرهُ» لا ٵظُن ٵنَّ ٵياً من الاحتمالينِ واردٍ، فليس من المعقولِ ٵن ٵقومَ بأي شيءٍ
في حين ٵنني ٵصلاً لا شيء و ليس من المعقولِ ٵن يتم اختياري بطريقةٍ عشوائيةٍ حتميةٍ.
إذن يبقى السؤالُ، لماذا ؟ ڪنت سابقاً عدماً،
لا معنى و لا دلالهً و ٵنا الأنَّ ٵعلمُ مَن ٵنا. فبرغمِ ڪوني مادةً و روحاً إلا ٵنني
حينما ٵموت لن ٵحملَ ٵي معنى، لا ٵرى ٵين ڪنت و لا ٵعلمُ إلــے ٵين سأذهبُ، مثلي مثل
ملايين في هذا العالمُ لا سبباً في شيء و لا نتيجةً. و إذن يبقى السؤالُ، لماذا ؟
بالتأڪيدِ ليس لأهميةٍ في شخصي ڪما ٵثبتُّ آنِفاً.
إذن لماذا ٵنا ؟
ٵنا ٵُحِبُّ وجودي و لا ٵذڪرُ ٵنني اخترتُ وجودي،
لماذا ٵنا دوناً عن ڪُلِّ ٵُخواني في العدمِ، رُبما لم يُصبهُم الدورَ بعد ؟ فقط
ٵُحاولَ ٵن ٵجِدُ سبباً اُخترتُ من ٵجلهِ.