«هناك مَن سيقرأَ هذه الخواطرُ يوماً؛ لذا.. لن ٵُسجلَ حرفاً واحداً من ذلك السِّرُّ الرهيبُ.»

الأحد، 21 أكتوبر 2007

﴿  ١٣٩  

البراغيثُ تحلمُ بشراءِ ڪلبٍ،  و اللاٵحدً يحلمونَ بالنجاةِ من البؤسِ، إنه في يومٍ سحريٍ ما سيمطرُ الحظُ الجيدَ عليهم فجأةً، سينهمرُ بڪمياتٍ ڪبيرةٍ، لڪن الحظَ الجيدُ لم يمطرُ البارحةِ، و لن يمطرُ اليومَ، ربما غداً ٵو في ٵي وقتٍ، و الحظُ الجيدَ لا يتساقط مهما عانَى اللاٵحد في استحضارهِ، حتى و لو ڪانت ٵيديهم اليُسرى مدغدغةٌ، ٵو إذا بدأو يوماً جديداً بأقدامهم اليمنى،
ٵو بدأو العامَ الجديدَ بتغييرَ المڪانسِ.
اللاٵحد؛ ٵطفالُ لا ٵحد، اللذين لا يملڪونَ شيئاً.
اللاٵحد؛ اللذين ليسوا ٵحداً، اللذين جُعِلوا هڪذا، يرڪضونَ ڪالأرانبِ، يموتونَ في الحياةِ. اللذين ليسوا، و لڪن يُمڪن ٵن يڪونوا. اللذين لا يتحدثونَ لُغاتٍ، و إنما لهجاتٍ. اللذين لا ٵديانَ لهم، و إنما خرافاتٍ. اللذين لا يُبدِعونَ فناً، و إنما صنْعةً يدويةً. اللذين لا يملڪونَ ثقافةً، و إنما فلڪلوراً. اللذين ليسوا ڪائناتٍ بشريةٍ، وإنما مصادرٍ بشريةٍ. اللذين ليس لهم وجوهٍ، بل ٵذرعٍ. اللذين لا ٵسماءَ لهم، و إنما ٵرقامٍ.
اللذين لا يظهرونَ في تاريخِ العالمِ، بل في دفتر الشُرطةِ في الصحيفةِ المحليةِ.
اللاٵحد؛ اللذين ليسوا بقيمة الرصاصة التي تقتلهم.