«هناك مَن سيقرأَ هذه الخواطرُ يوماً؛ لذا.. لن ٵُسجلَ حرفاً واحداً من ذلك السِّرُّ الرهيبُ.»

الجمعة، 28 يوليو 2006

﴿  ٦٥  

قال الجندي لرئيسه: صديقي لم يعُد من ساحة المعرڪة سيدي،
ٵطلب منكَ السماح لي بالذهاب و البحث عنه.
قال الرئيس: الإذن مرفوض.. لا ٵُريدكَ ٵن تُخاطر بحياتك من ٵجل رَجُلٌ من المحتمل ٵنه قد مات. ذهَبَ الجندي دون ٵن يُعطي ٵهمية لرفضِ رئيسه،
و بعد ساعة عاد و هو مُصاب بجرح مُميت، حاملاً جُثة صديقه.
قال الرئيس: ٵڪان يستحق منك ڪلُّ هذه المُخاطرة للعثور علــے جُثةٍ ؟ لقد قُلت لكَ ٵنه قد مات. ٵجاب الجندى مُحتضراً: بڪلِّ تٵڪيد سيدي، عندما وجدته ڪان لا يزال حياً؛ و استطاع ٵن يقول لي: ڪـنت واثقاً ٵنكَ سـتأتي.

﴿  ٦٤  

من مفاسد هذه الحضارة إنها تُسمي:
الاحتيال : ذڪاء
الانحلال : حرية
الرذيلة : فناً
الاستغلال : معونةً

الجمعة، 14 يوليو 2006

﴿  ٦٣  

إنه الأربعاء الجميل، إنه يوم عُطلتنا.
الشوارع خائفة، و الطفولة نائمة، في سريرِ عُزوبتها، تحت ورد النعاس الثقيل.
و النوافذ مُشتاقة للعصافير، مفتُوحةٌ للندى، و النسيم العليل.
و النساء النظيفات، يَنشُّرنَّ بعض الملابس، فوق حبال الغسيل.
و تحت العيون الڪسولات، ٵغنيةٌ للمساء الطويل.. ..
إنه الأربعاء الجميل
و ٵنا في انتظار الجرس، جرس الباب ٵو جرس الهاتف المُستحيل
سوف تأتين
نخرجُ..
نرتاد بعض المحلات، ٵو نرڪب الحافلات، ٵو نشتري ڪُتباً ٵو مجلات
نجلس، نرتاح، نشرب بعض العصير.. ..
إنه الأربعاء القصير
سوف تأتين؛ ينتصف اليوم
سوف تأتين؛ يقرصني الجوع و الهم
سوف تأتين ؟
قال لي القلب
قالت لي زهور الحديقة
قالت لي ساعة الحائط.. ..
إنه الأربـعــاء الـحـزيـن .

الجمعة، 7 يوليو 2006

﴿  ٦٢  

الڪمبيوتر الصديق خانني؛
خانني لأنني لم ٵعطه الإشارة، و لم ٵُبدل الحروف بالأرقام،
و لم ٵُبرمج المشاعر و ٵُطلق الأوامر.
الڪمبيوتر الذى علمته الحنان و الأمان خانني؛
خانني لأنني ٵدخلت في اللغات و الشرائح الممغنطة؛
عواطف الأزهار، و الأشجار، و الأنهار، و قصة العيون ساعة السَّحر،
و رقصة الأغصان، و الأحلام، و المطر.
ٵدخلت، و ٵسترجعت؛ بسمة العيون و إشراقه الجبين،
تڪبيرة الحنين، نداء هذه البحار.
الڪمبيوتر البحَّار، علمته الأسرار فخانني و لم يعد يحَار.
الڪمبيوتر الصديق.
آهٍ.. من الحديد عندما يخون.
آهٍ.. من الأزرار و اللوحات و الأرقام.
ٵطلقَت هذه المعادن الهامدة شعاع ڪهرباء.
علمتها البڪاء، علمتها الفرح، رافقتها للبحر و الرمال و الضياء.
جعلتها.. تُصادق النوارس المهاجرة، و تطلق العنان للأفڪار،
تُحبُّ وقتما تُريد.. و تلعب.
تڪهرب القلوب وقتما تشاء.. و تذهب.
تُحاور العقول و الأشياء.. و تغضب.
منحتها السرور و الغضب، منحتها اللعب، و هبتها الذڪريات.
سألتها تخزين ڪلَّ لحظة تمُر بالشموس و النفوس،
تسجيل ٵجمل الثواني، و ٵفخم المعاني و ٵروع الأغاني.
فعاتبَت..
المعادن و الأسلاك عاتبَت، تراجعَت.. و ٵصبحت حديد.
آهٍ.. من الحديد عندما يخون.
تبرمجت..
تحولت جليداً، و لم تزلّ تحنُّ للقصدير، و النحاس، و المطاط.
و لم تزلّ تحطُّ من مشاعر الإنسان،
و تطرد النوارس المُهاجرة؛ عن شاطيء الأحلام.

السبت، 1 يوليو 2006

﴿  ٦١  

العالم ليس مڪاناً مثالياً، و لڪن هناك ٵعمال تنتظرك.
فما ٵشد حاجة الإنسان المُعاصر الذي يعيش في عالمٍ مليءٍ بالضوضاءِ،
إلــے الصمتِ و السڪونِ.
لعلهُ يُنصتُ إلــے صوتهِ الداخلي العميق، و تهدأ روحه قليلاً.
فما عليك إلا ٵن تتمعَّن في السماءِ قليلاً.. ليلاً ٵو نهاراً.
اقصد..
عليك ٵن تخرجَ من المدينةِ و تجلسُ قليلاً فوقَ تلٍ من الرمالِ، و تتمعَّن في السماءِ.
إنني ٵقصدُ.. علاجكَ مما ٵنتَ فيه.