«هناك مَن سيقرأَ هذه الخواطرُ يوماً؛ لذا.. لن ٵُسجلَ حرفاً واحداً من ذلك السِّرُّ الرهيبُ.»

الأحد، 7 مايو 2006

﴿  ٥٢  

وجدوني ميتاً، بعد ٵن انفجرَ رأسي.
رفضَ الطبيبُ دفنَ جُثَّتي و صممَ ٵن يعرفُ ماهيَّةُ الأفڪارِ.
و رأَى شخصٌ ما ٵنَّ هذا لم يحدثُ، و لم يَحِنْ وقتُ الموتِ بعد.
و عليهِ.. وضعوَا جُثَّتي في حُلَّةٍ ٵنيقةٍ، ثم طافوا بي ڪُلَّ الشوارعِ.
و هنا تسائلَ المارةُ عن ٵسباب هذه الأناقةُ.
و ٵنا مازلتُ ميّْـتاً في حُلَّةٍ رسميةٍ.
و ڪانَ من الطبيعي ٵن تعُوي الڪلابَ، و يقلقُ الحَفَّارون، و.. ..
و لڪن المسئولون سيطروا علــے الموقف.
و ظلَّت جُثَّتي ٵياما تطوف ٵنحاءَ القريةِ،
و وحدها حبيبتي ڪانت تمشي خَلفَ الجُـثَّـةِ، بملابسها السوداءُ مع ڪاهنْ عجوزٍ.
ترغبُ ٵن تُقـبَّلني و الأمرُ مُستحيلٌ.
و الڪاهنُ مُصمِّمَ ٵن يأخُذَ إعترافي، و يُناولني الجسدَ و الدمَ.
و حينَ إحتَجَّت عائلتي، رأَى المسئولون ٵن ٵُوقِّعُ علــے وثيقةٍ تُؤڪِّدُ «إني ضحڪتُ حتى انفجر رأسي». حينئذٍ.. نزعوا الحُـلَّةَ الأنيقة و ٵسلمُوني للحَفَّارَ عارياً.
فقبَّلتني حبيبتي و ٵستراحَ وجدانُها.
ثم رشم الڪاهنُ علاماتَ الصليبِ علــے وجههِ ثلاثِ مرَّاتٍ، و وضعَ خُبزاً عطناً في فَمِّي. أتْبَعَهُ بشَرَابٍ مُرٍّ، و عوَى بصوتٍ عظيمٍ «مُتْ بسلام».