«هناك مَن سيقرأَ هذه الخواطرُ يوماً؛ لذا.. لن ٵُسجلَ حرفاً واحداً من ذلك السِّرُّ الرهيبُ.»

الثلاثاء، 25 أكتوبر 2011

﴿ ٣٨٢

الڪلماتُ تنسحبُ من بين شَفتَىَّ بهدوءٍ غريبٍ.
هأنذا ٵرسمُ ٵُنوثتَكِ مُنذُ ٵن تڪَّونت مُفرداتِ جسدكِ،
بريئةُ ٵنتِ ڪما الطيفٌ في بدايةِ التڪوينِ،
تمَيلِي إلــے الدفءِ ڪما الطفلِ الرضيعِ و تعڪسينَ عِشقَكِ ٵنانيةٌ جميلةٌ.
فأنا ٵُمارِسُ التفڪيرَ بكِ مُنذُ فترةٍ، فأحببتَ التفڪيرَ بكِ و ٵدمنتُكِ بلا سببٍ.
و عندما ٵڪونُ معكِ ٵروي ظمأي من مياةِ عيونكِ،
و ٵملأَ عيني بنظرتكِ الطفوليةُ الهادئةُ التي تُقطِّرَ عِشقاً،
ٵشعرُ بيدكِ التي لم تلمسني و هى تخترقَ ضلوعي؛
قلقكِ المستمرُ من تصرفاتي اللاهثةِ، عيناكِ الزائغتانِ،
شَفتاكِ التي ڪانت و لا تزالُ ترقُباني و تقرأنِ حولي آياتٍ من القُرآنِ.
و عندما نجلسَ لنتجاذبَ ٵطرافُ الحديثُ ڪم يڪون حميماً و دافئاً،
تتحدثينَ ڪثيراً، و تفتحي قلبكِ لتُخرجي ڪلماتٍ بسيطةٍ صادقهٍ خاليهٍ من ٵيّ تَڪلُّفٍ. و عندما نسيرَ في الشوارعِ، فإننا نتجولَ نرتشفَ الحُبَّ؛ نتسڪعُ و نتصعلكُ
نرتمي علــے الأرصفةِ الجافةِ فَتَلينَ، نبني جِسراً للڪلماتِ التي ظلَّت حبيسةَ الصدورِ.
لقد خَلَت الشوارعِ من المارةِ، إلا من همسِ قلبكِ و دقاتهِ.
سؤالٌ جالَ في خاطري:
ڪيف تڪون الحياةِ بدونكِ ؟
و لماذا وجهكِ دونَ ڪُلِّ هذه الوجوهِ هو ملاذي و سُطوتي و نُفوذي ؟
فمُنذُ ٵن حدثَ ما حدثْ و ٵنا ٵُحاولَ ٵن ٵوضحَ ڪيف ٵُفڪرَ و ڪيف ٵرَى الحُبُّ و ڪيف ٵعيشهُ، لم تُساعدني ڪلماتي، ولم تحتملي ٵنتِ تواتُرها و ٵعتبرتيها إقتحاماً لعالمكِ الداخلي.
فأنا ٵؤمنَ بالمساحاتِ و الحُرياتِ الشَّخصيةِ، و لقد إقتحمتَ مساحتكِ الشَّخصيةِ بعفويةٍ بالغةٍ. و ٵنا ٵيضاً لي مساحتي الشَّخصية التي ڪثيراً ما ٵحرِصُ عليها.
و لأنني رَجُلٌ، و قُلما يَقدْرَ الرِّجَالِ في عالمنا المُتخلفِ هذا علــے ٵحترامِ مساحاتِ الأخرين، ٵو تشڪيلَ مساحةٍ خاصةٍ به لا يقتحمها ٵحداً، و لا يتعدَى علــے حُدودها ٵحداً؛ لذالك لم يڪن صُدفةٌ ٵنَّ مَن ٵعرِفَهُنَ من نساءٍ يَبعُدنَ جداً عن حيزي،
غيركِ ٵنتِ.
ٵتحدثَ الأن عن نفسي و من المُفترضِ ٵن ٵتحدثَ عنكِ،
و لڪني ٵعلمَ إننا جسدانِ و ٵعلمَ ٵيضاً ٵنَّ روحنا واحدةً،
و بما ٵنني لستُ مِمَن يؤمنونَ بمُنتصفَ الأشياءِ فأنني ٵختاركِ بڪاملِ إرادتي.
ٵحتاجَ إلــے المرأةِ التي ٵُحبُها و تُحبني،
ٵحتاجَ ٵن ٵشعُرَ ٵنها تُحبني ٵڪثرَ من حُبي لها،
و إنها تُفڪرُ بي، تشتاقني، تحتاجني، تشتهيني و تُريدني.
ٵحتاجَ ڪُلَّ هذا و يڪفيني ٵن ٵشعُرَ ٵني وجدتها.
لم ٵطلبَ من ٵحداً يوماً ٵن يُغيرَ حياتهِ من ٵجلي،
و لم ٵطلبَ من أحداً التضحيةِ بما حققه في حياتهِ ڪي يُرضيني،
لأنني ببساطةٍ لن ٵُغيرَ حياتي من ٵجلِ ٵحداً.
و هذا ما ڪنتُ ٵُفڪِّرُ بهِ قبلَ لقائكِ، فأنا لا ٵُحِبُّ ٵن ٵتقمصَ دورِ الصيادِ و المرأةِ هى الطريدةِ؛ ڪما يفعلَ البعضِ، ثقافتي و مبادئي و ٵفڪاري و ٵحساسيسي مُضادةً تماماً لهذا النمطِ من التفڪيرِ.
ما هو الحُبُّ، و لماذا ٵُحِبُّ هذا الشخصَ دونَ سِواه.
ٵسئلةٍ روتينيةٍ و عاديةٍ و مُڪرَّرةٍ، لڪنها عادت إلــےّٰ معكِ
و سأقولَ ما ٵحببتهُ فيكِ ببساطةٍ:
ٵحببتَ طيبتكِ و صفائكِ، عفويتكِ و حرارةِ روحكِ.
ٵنتِ امرأةٍ حارةٍ، و ٵنا ٵمقُتَ الحياديين،
ٵنتِ امرأةٍ صافيةٍ ڪدمعةٍ، فلا تعلمي ڪم ٵڪرهَ الضبابيين،
ناصعةً ٵنتِ ڪمطرِ الشتاءِ، فأنا لا ٵطيقَ الحقودين و ٵصحابَ الضغائن،
عفويةً ٵنتِ ڪطفلةٍ، و لم ٵرفضَ طيلةِ حياتي ٵڪثرَ من المُتصنعين و المُتڪلفين،
تبحثين عن الرَّجُلِ المُناسبِ؛ تبحثين في الرَّجُلِ عن عُمقهِ و عقلهِ و بعدها جسدهِ،
و هذا ما ٵحببتهُ من ترتيبٍ.
لا ٵُحِبَّ الفصلِ بين العقلِ و الجسدِ،
و لڪن ثمةٍ عقلٍ و جسدٍ لدَى الرَّجُلِ؛ و الرَّجُلَ يحِبَّ ٵلا يُطغي ٵحدُهما علــے الآخرِ. و هذا هو ما ٵُسميهِ الحُبُّ.
التوافقَ التام بين الحُبِّ و صِناعةِ الحُبِّ، بين المشاعرَ المحسوسةِ و الملموسةِ،
و هذا ببساطةٍ ما وجدته فيكِ و عندكِ و معكِ.
ٵشتقتُ إليكِ.. ٵشتقتُ إليكِ..
لا تستطيعَ مُفرداتي العاجزةِ وصفِ الحيرةِ التي تنتابني.
ڪم هى الڪلماتِ بائسةٍ عندما تعجزُ عن تدقيقِ المشاعرِ و ضبطها و إخراجها
في جملٍ حقيقيةٍ.
ڪنتُ بلا قلبٌ ينبضُ ٵو هڪذا تخيلتَ
يا ٵعظمَ مَن قابلتُ
يا ٵنقي شيءً في الوجودِ
ٵُحِبُّكِ، ٵُحِبُّكِ يا قارورةِ عطري التي لا تنضَب و لا يجفَ رحيقها
ڪوني عبيري الذي لا ينطفيءَ و يشعَ من حولي التوهجَ
دونكِ ٵضلُ الطريقَ، و ٵتوهَ بين مُفرداتِ الصُدفِ بحثاً عن عنوانٍ
حاولتُ ٵن ٵسرقَ من دواوينِ العِشقِ ڪلماتِ الحُبِّ، ٵُفتشَ عن معانٍ جديدةِ لم ٵُردِّدَها، ٵو عن جُملٍ لم ٵسطِرها من قبلٍ
لڪني فوجئتَ بأنهم جميعاً يسرقونَ ٵشعاري و مشاعري
تعالي يا حبيبتي و ٵرقُصي فوقَ قلبي
فدقِ ٵقدامكِ علــے قلبي يُعيدَ تڪويني من جديدٍ.