«هناك مَن سيقرأَ هذه الخواطرُ يوماً؛ لذا.. لن ٵُسجلَ حرفاً واحداً من ذلك السِّرُّ الرهيبُ.»

السبت، 15 أكتوبر 2011

﴿ ٣٨٠

سَّرمَدٌ‏ ٵنا بين جِدرانِ جسدي، ٵُفتشُ لروحي عن ذاتي.
ٵُفتشُ بين ٵحزاني و آهاتي، بين قِصَصَي و رواياتي.
ٵين ٵنتَ يا ٵنا ؟
في القبرِ ؟
ٵصبحتُ ٵصرُخُ بإسمي بين تلك الجِدرانِ، فلا ٵسمعُ سوَى صدَى ڪلماتي.
في الشَّوارعِ ؟
بين ٵسوارِ مدينةِ حياتي ؟
بَينَ ٵُنَاسِ تَرُدِ بِحقدٍ علــےٰ تَحِيَاتِي ؟
لماذا ڪُلُّ هذا ؟
ٵ لأنهُم ٵعتادُوا ٵبتساماتي و ٵصواتِ ضحڪاتي ؟
ٵصبحتَ ٵرَى في عيونهم ڪُلُّ شيءٌ و ٵسمعَ سُؤالهم بشوقٍ عن يومَ مَماتي.
ٵين ٵنا ؟
ٵُنازِعُ المَوتَ ؟
إذاً فعُذراً ٵيتُها الروحُ؛ فهذه آخرَ ڪلماتي و ٵعترافاتي
فدربِ الحياةِ ما عادَ يعشقُ ٵبتساماتي
غادريني إن شئتِ، فلا وجودٍ لذاتي
لم ٵجدَ لنفسي ٵيِّ عنوانٍ
لم ٵجدَ غيرَ صورٍ لأصعبَ نڪباتي
السَّوداءُ ثيابي و البيضاءُ راياتي
فقد خانتني قبل الرياحَ شراعاتي
و غادرتْ الملائڪةَ سماواتِي
ما ڪنتُ ٵعلمُ ٵنَّ الحُبَّ يطعنني بغفلاتي
ٵخطأتُ حقاً، لڪن ٵسمعينِي
دعيني ٵنقشُ علــے جسدي الفارغَ
ٵخرَ ڪلماتي و إعترافاتي
قتلني حُبُّها، لڪني ٵحببتُ مماتي
و جعلتها لي رباً و توجهتُ بصلاتي
عشقتها مع ٵني ڪنتُ في قمهِ الحماقةِ
و لو سُؤلتُ اليومَ لڪررتَ حماقاتي
ٵخطأتَ حقاً، لڪنها ڪانت ٵروعَ ثوراتي
و اليومَ ٵمشي فوقَ ٵشلاءِ ذڪرانا
ٵضحكُ، و تُبڪيني ٵصواتَ ضحڪاتي
ٵخطأتَ في ڪُفرِي، في عباداتي
ناجيتُ ربي؛ ربي منكَ غُفراناً
قد فاتَ زمني و ڪَتبتُ نهاياتي
و حُملَ جُثماني علــے ٵڪتافٍ تغزُرني حِقداً
تُتْلَى عليهِ تراتيلَ وداعٍ و يُغسَّلَ جبينهِ بدمعاتي
عانيتُ نفسي و عانتني جراحاتي
يا روحَ ڪُفِّيِّ، قد ڪَفَّتْ رواياتي
و ڪَتبَ العشقُ ذنبي علــے وجناتي
لا تطلُبي مِنّي فوقَ طَاقاتي
ڪيف الوفاءَ و قد طالت خياناتي
ڪيف الهروبَ من ذاتي لذاتي
ٵُعذُريني، فقد نَازَلتُ قَدَري
لڪن قَدَري ٵعتادَ ٵنهزاماتي
ٵُعذُريني لطولِ إعتذاراتي.
فالحُبُّ قَدرٌ و الأقدَارُ مهُلڪةٌ
و بلا عتابٍ دعيني ٵسيرُ خُطُواتي
ٵحبَبتُها و ٵُحِبُها و ٵُحِبُها
و شربتُ ڪأسي و ٵستعذبتُ آهاتي
لي في المحبةِ وطنٌ لستُ ٵهجُرهُ
وطنَ الخيانة، وطنَ الخداعِ، وطنَ الڪُفرِ. لڪني له آتٍ
ٵُعذُريني لأنفعالاتي
لڪني حين ٵذڪرَ ما حدثَ، ٵشُمُ دمائي بين شقوقَ راحاتي
قتلتُ نفسي و هذه أحدَى معصياتي
غادريني فلا وجودٍ للإنسَّانَ في ذاتي
دعيني ٵُعيدُ في العشقِ حساباتي
و ٵعُودُ إلــے الحياةٍ
لأڪونَ جُزءاً منها بعدَ مماتي.