«هناك مَن سيقرأَ هذه الخواطرُ يوماً؛ لذا.. لن ٵُسجلَ حرفاً واحداً من ذلك السِّرُّ الرهيبُ.»

الاثنين، 1 أكتوبر 2007

﴿  ١٣٦  

إنَّها تتحدث معه، نعم ٵنه هو.. بالنسبةِ لها يُعدُ ٵُسطورةٌ، علامةٌ بارزةٌ في تنميةِ حِسها؛ ٵخذت تدُورُ في ٵرجاءِ البيتِ و هى تُدَندِنُ بنبرةٍ فرحةٍ، ضامُهٌ إحدَى صورهُ لصدرها، لقد عاشت سنوات مراهقتها بين دفاتِ ٵفڪارهِ و مُدوناتهِ و مقالاتهِ، جميعها قرأتها؛ سنواتٍ طويلةٍ و هى تحلمُ بهذا الرَجُلُ، ڪيف يأڪلُ، مَتى ينامُ، ٵين يڪتبُ، عَرِفَت تاريخهِ، ماضيهِ، آراءهِ الجريئةِ، إخلاصهِ لأفڪارهِ، صدقهِ في البحثِ عنها، حياتهِ التي سخَّرها لتحقيقِ ٵهدافهِ النبيلةِ؛ ينتابها شعورانِ حاصراها، شعوران ممزوجانِ بالإعجابِ به و الرهبةِ من شخصيتهُ. جمَّعَت شِتاتِ شجاعتها، هربت من سياجِ جُبنِها؛ إنَّها تتصلُ بهِ.. نعم هذا ما حدثَ.. إنَّها تتصلُ بهِ. تسْرَبَ إليها صوتهِ رخيماً، رُجُولياً، هاديء النبرةِ، نظرت إلــے ملامحها في المرآةِ، ڪانت تعلو وجهها صُفرةٌ غريبةٌ، عضلاتِ وجهها مُتقلصةٌ، يداها ترتجفانِ، قلبها يُخفقُ بشدةٍ؛ ٵغلقت الخط.
إنَّها مُعجبةٌ بشخصيتهِ، مبهورةٌ بثقافتهِ، هل هى خائفةٌ من الوقوعِ في حُبِّهِ ؟
ڪلُّ ما ٵتذڪره إنَّها وصفتهُ بعد ٵن قابلتهُ بما يلي:
- يبدو في الحقيقةِ إنه ٵصغر سنّاً من صورهُ.
- وقورٌ.
- ابتسامتهُ ساحرةٌ.. ٵضفتا علــے ملامحهِ شُعاعاً من الجاذبية الغامضة، مما قد يدفع الڪثير من النساءِ للجري خلفهُ. بعدها رفعت يدها في وجهي لأقرأ  ما ڪُتبَ.. ڪانت الڪلماتِ مڪتوبةٌ بالقلمِ، بالحبرِ الأسود:
«إلــے مَن تسربت روحها إلــے نفسي لحظة رأيتُها».